أطلق على الاسكندر الكبير المقدوني هذا اللقب ذي القرنين لانة بلغ في فتوحاته مشرق الارض ومغربها .
فهو فاتح كل ما كان يعرف بالعالم المتمدن بالنسبة له ولمعاصرية .
ويمكن ان يعتبر الاسكندر والد الامبراطوريات , لا فتوحاته كانت بدء حكم الامبراطوريات .
فقد قرب بين الشرق والغرب وكانت غايتة صهر الثقافتين اليونانية والشرقة بواسطة التزاوج وتبادل العادات.
وشاء ان يضرب المثل فتزوج اميرة فارسية .
وكان يفرض اليونانية لغة رسمية على الحكومات التي كان يحتل بلدانها , ساعيا الى بسط النفوذ اليوناني في العالم .
وتجدر الاشارة ههنا الى ان اللقب ذي القرنين هو ايضا لقب ملك الحيرة المنذر بن ماء السماء , لضفيرتين من الشعر كانتا في قرني رأسة , اي الجانبين العلويين من رأسة .
ولد الاسكندر الكبير سنة 356 قبل الميلاد , فلما بلغ الثانية عشرة تتلمذا على يد الفيلسوف ارسطو .
وفي السادسة عشر القيت بين يدية شؤون الحكومة في حين سار والده قيليب المقدوني لفتح بيزنطه .
فلما قتل والده تسلم العرش , وكان في عقده الثاني , بعد ان ازاح من طريقة عددا كبير من المطالبين بالسلطة , وسيطر على الجيش المقدوني القوي ان عزز مركزة في بلاده , ووصل الهند ولما رفض جنوده التقدماكثر من ذلك , وتمردو علية وثاروا , اضطر الى الادغان لهم , وشرع في العودة للوطن.
ولكنة مرض في بابل وتوفي في سنة 323 قبل الميلاد .
وقد امر جنوده اذا تحقق من دنو اجلة , بأن يمروا واحد واحد ليودعهم الوداع الاخير .
يحكي القرآن
قصة ذي القرنين وأنه بدأ التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله. فاتجه غربا، حتى وصل إلى عين حمئة كبيرة، ويقول القرآن أن ذو القرنين وجد الشمس تغرب فيها، والمسلمون يقولون أن ليس المقصود من الآية القرآنية هو السابق، وإنما القصد هو أن ذو القرنين رآها وكأنها تغرب في العين الحمئة. ومن يعتقد بأن القصة ككل قد حدثت فعلاً يقول المقصود بالعين الحمئة هو الماء المائل للكدرة والعكارة وليس صافيا. و ذلك حين بلغ الشاطيء الغربي لآسيا الصغرى ورأى الشمس تغرب في بحر إيجة في المنطقة المحصورة بين سواحل تركيا الغربية شرقا واليونان غربا وهي كثيرة الجزر والخلجان وقيل بل هي العين الموجودة في متنزه يلوستون الوطني ويسميها بعض المسلمين الآن بـ عين ذي القرنين الحمئة. فألهمه الله وأوحى إليه أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يعذبهم أو أن يحسن إليهم.
ذُكر ذو القرنين في القرآن الكريم في سورة الكهف حين سأل أشار اليهود على كفار مكة بأن يسألوا الرسول عن الروح وعن فتية فقدت وعن ذي القرنين فجاء الرد في سورة الكهف بدءا من الآية 83 حتى الآية 98: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا -83. إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا -84 فَأَتْبَعَ سَبَبًا -85. حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا -86 قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا -87 وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا -88. ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا -89. حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا -90 كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا -91. ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا -92. حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا -93. قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا -94. قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا -95. آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا -96 فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا -97 قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا -98[5] (سورة الكهف، الآيات 83-98).
فما كان من الملك الصالح، إلا أن وضّح منهجه في الحكم. فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة. أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه.
بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق. فوصل لمنطقة اختلف الناس فيها فقيل عنها إنهاإما قد تكون وقت طلوع الشمس أو مكان شروق الشمس. وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفات تحجب الشمس عن أهلها. فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق.
ورد في تفسير معنى اسمه أنه سمي بذي القرنين لأنه ورد أقصى الأرض في المغرب وأقصاها في المشرق[بحاجة لمصدر].
يروي القرآن أن شعبا استنجد بذي القرنين من يأجوج ومأجوج الذين يؤذونهم وطلبوا منه أن يحول بينهم وأن يبني لهم سداً، فما كان منه إلا أن ردم ما بين الجبلين - أي سورا دفاعيا وليس سداً - بعد أن أذاب الحديد والنحاس كما جاء في سورة الكهف هذا والله أعلم.